الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **
*2*19 -
بسم الله الرحمن الرحيم
أخرج النحاس وابن مردويه عن ابن الزبير قال: نزلت سورة مريم بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: نزلت سورة مريم بمكة.
وأخرج الطبراني وأبو نعيم والديلمي من طريق أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني عن أبيه عن جده قال: "أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ولدت لي الليلة جارية. فقال: والليلة أنزلت علي سورة مريم، سمها مريم".
وأخرج أحمد وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل، عن أم سلمة: أن النجاشي قال لجعفر بن أبي طالب: هل معك مما جاء به - يعني رسول الله - من الله من شيء؟ قال: نعم. فقرأ عليه صدرا من {كهيعص} فبكى النجاشي حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلي عليهم، ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مورق العجلي قال: صليت خلف ابن عمر الظهر فقرأ بسورة مريم.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال: سمعت عبد الله بن عمر يقرأ في الظهر بكهيعص.
وأخرج ابن سعد عن هاشم بن عاصم الأسلمي عن أبيه قال: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة فانتهى إلى الغميم، أتاه بريدة بن الخصيب فأسلم.
قال هاشم: فحدثني المنذر بن جهضم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم بريدة ليلتئذ صدرا من سورة مريم.
وأخرج ابن سعد عن أبي هريرة قال: قدمت المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فوجدت رجلا من غفار يؤم الناس في صلاة الفجر، فسمعته يقرأ في الركعة الأولى سورة مريم، وفي الثانية ويل للمطففين.
أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس في قوله: {كهيعص} قال: كبير، هاد، أمين، عزيز، صادق. وفي لفظ: كاف بدل كبير.
وأخرج عبد الرزاق وآدم بن أبي إياس وعثمان بن سعيد الدارمي في التوحيد، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس {كهيعص} قال: كاف من كريم، وهاء من هاد، وياء من حكيم، وعين من عليم، وصاد من صادق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود وناس من الصحابة {كهيعص} هو الهجاء المقطع الكاف من الملك، والهاء من الله، والياء والعين من العزيز، والصاد من المصور.
وأخرج ابن مردويه عن الكلبي، أنه سئل عن {كهيعص} فحدث عن أبي صالح عن أم هانئ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كاف، هاد، عالم، صادق".
وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي وابن ماجة وابن جرير، عن فاطمة بنت علي قالت: كان ابن عباس يقول في {كهيعص} و (حم) و (يس) وأشباه هذا، هو اسم الله الأعظم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كهيعص} قسم أقسم الله به وهو من أسماء الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {كهيعص} قال: يقول: أنا الكبير الهادي علي أمين صادق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله: {كهيعص} قال: الكاف من الملك، والهاء من الله، والعين من العزيز، والصاد من الصمد.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله: {كهيعص} قال: الكاف مفتاح اسمه كافي، والهاء مفتاح اسمه هادي، والعين مفتاح اسمه عالم، والصاد مفتاح اسمه صادق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله: {كهيعص} قال: يا من يجير ولا يجار عليه.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن قتادة في قوله: {كهيعص} قال: اسم من أسماء القرآن. والله أعلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن يعمر، أنه كان يقرأ
وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه وابن مردويه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان زكريا نجارا".
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر، عن ابن عباس قال: إن زكريا بن دان أبا يحيى كان من أبناء الأنبياء الذين كانوا يكتبون الوحي ببيت المقدس.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله:
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله:
وأخرج الحاكم وصححه، عن ابن مسعود قال: كان آخر أنبياء بني إسرائيل زكريا بن إدريس من ذرية يعقوب دعا ربه سرا، قال:
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير في قوله:
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله:
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله:
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عيينة في قوله:
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سعيد بن العاص قال: أملى علي عثمان بن عفان من فيه
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله:
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله:
وأخرج الفريابي، عن ابن عباس قال: كان زكريا لا يولد له، فسأل ربه؟ فقال: {رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب} قال: يرثني مالي، ويرث من آل يعقوب النبوة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن الحسن في قوله:
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي في قوله:
وأخرج ابن أبي حاتم، عن صالح في قوله:
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد، عن يحيى بن يعمر أنه قرأها:
وأخرج عبد بن حميد، عن ابن عباس أنه كان يقرأ
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ {يرثني} مثقل مرفوع.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن محمد بن كعب قال: قال داود عليه السلام: "يا رب هب لي ابنا" فولد له ابن خرج عليه، فبعث إليه داود جيشا فقال: "إن أخذتموه سليما فابعثوا إلي رجلا أعرف السرور في وجهه، وإن قتلتموه فابعثوا إلي رجلا أعرف الشر في وجهه" فقتلوه فبعثوا إليه رجلا أسود، فلما رآه علم أنه قتل، فقال: رب سألت أن تهب لي ابنا، فخرج علي؟! فقال: إنك لم تستثن. قال محمد بن كعب: لم يقل كما قال زكريا:
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد قال: لما دعا زكريا ربه أن يهب له غلاما هبط جبريل عليه السلام - فبشره بيحيى. فقال زكريا عندها:
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، عن ابن عباس في قوله:
وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد، عن قتادة في قوله:
وأخرج أحمد في الزهد، عن عكرمة مثله.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله:
وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله:
وأخرج أحمد في الزهد، وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير في قوله:
وأخرج عبد بن حميد عن عطاء مثله.
وأخرج البخاري في تاريخه، عن يحيى بن خلاد الزرقي، أنه لما ولد أتي به النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه وقال: لأسمينه اسما لم يسم بعد يحيى بن زكريا فسماه يحيى.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه، عن ابن عباس قال: لا أدري كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذا الحرف {عتيا} أو عييا.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والحاكم، عن ميمون بن مهران: أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس؟ فقال: أخبرني عن قول الله:
إنما يعذر الوليد ولا يعذر * من كان في الزمان عتيا
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله:
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله:
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم، عن الثوري قال: بلغني أن زكريا كان ابن سبعين سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن المبارك
وأخرج الرامهرمزي في الإسناد، عن وهب بن منبه
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ عتيا برفع العين.
وأخرج عبد بن حميد، عن يحيى بن وثاب أنه قرأها {عتيا} وصليا، بكسر العين والصاد.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عبد الله بن عقيل أنه قرأ "وقد بلغت من الكبر عسيا" بالسين ورفع العين.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والحاكم، عن نوف في قوله:
وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس في قوله: {أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا} قال: اعتقل لسانه من غير مرض.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله:
وأخرج عبد بن حميد، عن عكرمة والضحاك مثله.
وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد في قوله:
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد في الآية قال: حبس لسانه فكان لا يستطيع أن يكلم أحدا، وهو في ذلك يسبح ويقرأ التوراة، فإذا أراد كلام الناس لم يستطع أن يكلمهم.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد في قوله:
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله:
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن الحكم
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد
أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن محمد بن كعب
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن سعيد بن جبير
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه، عن ابن عباس في قوله:
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي العالية في قوله:
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن قتادة
أخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} قال: بجد
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير في قوله:
وأخرج ابن المنذر، عن مالك بن دينار قال: سألنا عكرمة عن قوله:
وأخرج أبو نعيم وابن مردويه والديلمي، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله:
وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم والخرائطي وابن عساكر، عن معمر بن راشد في قوله:
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد من طريق معمر، عن قتادة قال: جاء الغلمان إلى يحيى بن زكريا فقال: ما للعب خلقت. قال: فأنزل الله
وأخرجه ابن عساكر، عن معاذ بن جبل مرفوعا.
وأخرج الحاكم في تاريخه من طريق سهل بن سعيد عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال الغلمان ليحيى بن زكريا: اذهب بنا نلعب، فقال يحيى: ما للعب خلقنا! اذهبوا نصلي. فهو قول الله:
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن قبل أن يحتلم، فقد أوتي الحكم صبيا".
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس موقوفا.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والزجاجي في أماليه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة، عن ابن عباس في قوله: {وحنانا} قال: لا أدري ما هو، إلا أني أظنه تعطف الله على خلقه بالرحمة.
وأخرج ابن جرير، عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن قوله: {وحنانا} فلم يجر فيها شيئا.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله:
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا * حنانيك بعض لشر أهون من بعض
وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد
وأخرج عبد بن حميد، عن الحسن
وأخرج عبد بن حميد، عن الربيع
وأخرج الحكيم الترمذي، عن سعيد الجهني في قوله:
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن قتادة
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {وزكاة} قال: بركة. وفي قوله:
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سفيان بن عيينة أنه سئل عن قوله:
وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله:
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر، عن ابن عباس في قوله:
فبينا هو قائم يصلي في المحراب، حيث يذبح القربان، إذا هو برجل عليه البياض حياله، وهو جبريل فقال: {يا زكريا إن الله يبشرك بغلام اسمه يحيى} هو اسم من اسماء الله، اشتق من حي سماه الله فوق عرشه
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الرحمن بن القاسم قال: قال مالك: بلغني أن عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا عليهما السلام ابنا خالة، وكان حملهما جميعا معا، فبلغني أن أم يحيى، قالت لمريم: إني أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك. قال مالك: أرى ذلك لتفضيل الله عيسى، لأن الله جعله يحيي الموتى، ويبرئ الأكمه والأبرص، ولم يكن ليحيى إلا عشب الأرض، وإن كان ليبكي من خشية الله، حتى لو كان على خذه القار لأذابه، ولقد كان الدمع اتخذ في وجهه مجرى.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن خزيمة والدارقطني في الأفراد وأبو نصر السجزي في الإبانة والطبراني، عن ابن عباس قال: كنا في حلقة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم نتذاكر فضائل الأنبياء، فذكرنا نوحا وطول عبادته، وذكرنا إبراهيم وموسى وعيسى فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما تذاكرون بينكم" فذكرنا له، فقال: أما إنه لا ينبغي أن يكون أحد خيرا من يحيى بن زكريا أما سمعتم الله كيف وصفه في القرآن {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} إلى قوله:
وأخرج أحمد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والحاكم وابن مردويه، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أحد من ولد آدم إلا وقد أخطأ، أو هم بخطيئة، إلا يحيى بن زكريا، لم يهم بخطيئة ولم يعملها".
وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم والحاكم عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب، إلا ما كان من يحيى بن زكريا".
وأخرج أحمد في الزهد وابن عساكر، عن يحيى بن جعدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يحيى بن زكريا، ما هم بخطيئة ولا حاكت في صدره امرأة".
وأخرج ابن عساكر عن ضمرة بن حبيب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بعلت النساء عن ولد ينبغي له أن يقول: أنا أفضل من يحيى بن زكريا لم يحك في صدره خطيئة ولم يهم بها".
وأخرج ابن عساكر عن علي بن أبي طلحة رفعه قال: ما ارتكض في النساء من جنين ينبغي له أن يقول: أنا أفضل من يحيى بن زكريا، لأنه لم يحك في صدره خطيئة ولم يهم بها".
وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن الحسن قال: إن عيسى ويحيى التقيا فقال يحيى لعيسى: استغفر لي، أنت خير مني فقال له عيسى: بل أنت خير مني، سلم الله عليك، وسلمت أنا على نفسي، فعرف والله فضلها.
وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والطبراني والحاكم والضياء، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة - إلا ابني الخالة - عيسى ابن مريم، ويحيى بن زكريا".
وأخرج الحاكم من طريق سمرة، عن كعب قال: كان يحيى لا يقرب النساء ولا يشتهين، وكان شابا حسن الوجه، لين الجناح، قليل الشعر، قصير الأصابع، طويل الأنف، أقرن الحاجبين، رقيق الصوت، كثير العبادة، قويا في الطاعة.
وأخرج البيهقي في الشعب وضعفه وابن عساكر، عن أبي بن كعب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من هوان الدنيا على الله، أن يحيى بن زكريا قتلته امرأة".
وأخرج الحاكم عن عبد الله بن الزبير قال: من أنكر البلاء، فإني لا أنكره، لقد ذكر لي أنما قتل يحيى بن زكريا في زانية.
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريقه: أنا يعقوب الكوفي، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به رأى زكريا في السماء فسلم عليه فقال له: "يا أبا يحيى، خبرني عن قتلك كيف كان؟ ولم قتلك بنو إسرائيل؟ قال: يا محمد، إن يحيى كان خير أهل زمانه، وأجملهم وأصبحهم وجها، وكان كما قال الله:
وأخرج ابن عساكر، عن وهب بن منبه أن زكريا هرب ودخل جوف شجرة، فوضع على الشجرة المنشار وقطع بنصفين، فلما وقع المنشار على ظهره أن، فأوحى الله "يا زكريا إما أن تكف عن أنينك، أو أقلب الأرض ومن عليها" فسكت حتى قطع نصفين.
وأخرج أحمد في الزهد وابن عساكر عن يزيد بن ميسرة قال: كان طعام يحيى بن زكريا الجراد وقلوب الشجر، وكان يقول: من أنعم منك يا يحيى؟ طعامك الجراد وقلوب الشجر.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن عساكر، عن أبي إدريس الخولاني وابن المبارك وأحمد في الزهد وأبو نعيم، عن مجاهد قال: كان طعم يحيى بن زكريا العشب، وإن كان ليبكي من خشية الله، حتى لو كان القار على عينه لأحرقه! ولقد كانت الدموع اتخذت مجرى في وجهه.
(يتبع...)
(تابع... 1): الآية 12 - 15... ...
وأخرج ابن عساكر، عن يونس بن ميسرة قال: مر يحيى بن زكريا على دينار فقال: قبح هذا الوجه يا دينار، يا عبد العبيد، ومعبد الأحرار.
وأخرج البيهقي في سننه، عن مجاهد قال: سأل يحيى بن زكريا ربه؟ قال: رب، اجعلني أسلم على ألسنة الناس، ولا يقولون في إلا خيرا. فأوحى الله إليه: "يا يحيى لم أجعل هذا لي، فكيف أجعله لك؟".
وأخرج أحمد والبيهقي في الشعب وابن عساكر، عن ثابت البناني قال: بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا، فرأى عليه معاليق من كل شيء، فقال له يحيى: ما هذه؟! قال: هذه الشهوات التي أصيب بها بنو آدم. قال له يحيى: هل لي فيها شيء؟ قال: لا. قال: فهل تصيب مني شيئا؟ قال: ربما شبعت، فثقلناك عن الصلاة والذكر. قال: هل غيره؟ قال: لا. قال: لا جرم، لا أشبع أبدا.
وأخرج ابن عساكر من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي قال: كان ملك مات وترك امرأته وابنته، فورث ملكه أخوه، فأراد أن يتزوج امرأة أخيه، فاستشار يحيى بن زكريا في ذلك، وكانت الملوك في ذلك الزمان يعلمون بأمر الأنبياء، فقال له: لا تتزوجها فإنها بغي، فبلغ المرأة ذلك، فقالت: ليقتلن يحيى أو ليخرجن من ملكه. فعمدت إلى ابنتها فصيغتها، ثم قالت اذهبي إلى عمك عند الملأ، فإنه إذا رآك سيدعوك، ويجلسك في حجره ويقول: سليني ما شئت، فإنك لن تسأليني شيئا إلا أعطيتك، فإذا قال لك قولي: فقولي لا أسألك شيئا إلا رأس يحيى، وكانت الملوك إذا تكلم أحدهم بشيء على رؤوس الملأ، ثم لم يمض له، نزع من ملكه. ففعلت ذلك، فجعل يأتيه الموت من قتله يحيى، وجعل يأتيه الموت من خروجه من ملكه، فاختار ملكه، فقتله، فساخت بأمها الأرض. قال ابن جدعان: فحدثت بهذا الحديث ابن المسيب، فقال: أما أخبرك كيف كان قتل زكريا؟ قلت: لا. قال: إن زكريا حيث قتل ابنه، انطلق هاربا منهم، واتبعوه حتى أتى على شجرة ذات ساق، فدعته إليها فانطوت عليه، وبقيت من ثوبه هدبة تلعبها الريح، فانطلقوا إلى الشجرة فلم يجدوا أثره عندها، فنظروا تلك الهدبة، فدعوا المنشار، فقطعوا الشجرة فقطعوه فيها.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عمرو قال: التي قتلت يحيى بن زكريا امرأة ورثت الملك عن آبائها، فأتيت برأس يحيى وهي على سريرها، فقال للأرض خذيها فأخذتها وسريرها فذهب بها.
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر، عن عبد الله بن الزبير: أن ملكا أراد أن يتزوج ابنة أخيه، فاستفتى يحيى بن زكريا؟ قال: لا تحل لك. فسألت قتله؟ فبعث إليه - وهو في محرابه يصلي - فذبحوه، ثم حزوا رأسه وأتوا به الملك، فجعل الرأس يقول: لا يحل لك ما تريد.
وأخرج ابن عساكر عن ابن شوذب قال: قال يحيى بن زكريا للذي جاء يحز رأسه: أما تعلم أني نبي؟ قال: بلى، ولكني مأمور.
وأخرج الحاكم وابن عساكر، عن ابن عباس قال: أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن ابنتك سبيعن ألفا وسبعين ألفا.
وأخرج ابن عساكر، عن شمر بن عطية قال: قتل على الصخرة التي في بيت المقدس سبعون نبيا منهم يحيى بن زكريا.
وأخرج ابن عساكر عن قرة قال: ما بكت السماء على أحد، إلا على يحيى بن زكريا، والحسين بن علي، وحمرتها بكاؤها.
وأخرج أحمد في الزهد، عن خالد بن ثابت الربعي قال: لما قتل فجرة بني إسرائيل - يحيى بن زكريا، أوحى الله إلى نبي من أنبيائهم: أن قل لبني إسرائيل "إلى متى تجترئون على أن تعصوا أمري، وتقتلوا رسلي؟ وحتى متى أضمكم في كنفي؟ كما تضم الدجاجة أولادها في كنفها، فتجترئون علي! اتقوا، لا أؤخذاكم بكل دم كان بين ابني آدم ويحيى بن زكريا، واتقوا، أن أصرف عنكم وجهي، فإني إن صرفت عنكم وجهي لا أقبل عليكم إلى يوم القيامة".
وأخرج أحمد عن سعيد بن جبير قال: لما قتل يحيى عليه السلام قال: بعض أصحابه لصاحب له: ابعث إلي بقميص نبي الله يحيى أشمه، فبعث به إليه، فإذا سداه ولحمته ليف!.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، عن يونس بن عبيد قال: بلغنا أنه كان رجل يجور على مملكته ويعدي عليهم، فائتمروا بقتله، فقالوا: نبي الله زكريا بين أظهرنا، فلو أتيناه فأتوا منزله، فإذا فتاة جميلة رائعة قد أشرق لها البيت حسنا، فقالوا: من أنت؟ قالت: امرأة زكريا. فقالوا فيما بينهم: كنا نرى نبي الله لا يريد الدنيا، فإذا هو عنده امرأة من أجمل النساء، ثم إنهم رأوه في عمل عند قوم ويعمل لهم، حتى إذا حضر غداؤه قرب رغيفين، فأكل ولم يدعهم، ثم قام فعمل بقية عمله، ثم علق خفيه على عنقه والمسحاة والكساء، قال: ما حاجتكم؟ قالوا: قد جئنا لأمر، ولقد كاد يغلبنا ما رأينا، على ما جئنا له. قال: فهاتوا؟ قالوا: أتينا منزلك، فإذا امرأة جميلة رائعة! وكنا نرى نبي الله لا يريد الدنيا، فقال: إني إنما تزوجت امرأة جميلة رائعة، لأكف بها بصري، وأحفظ بها فرجي، فخرج نبي الله مما قالوا. قالوا: ورأيناك قدمت رغيفين، فأكلت ولم تدعنا؟! قال: إن القوم استأجروني على عمل، فخشيت أن أضعف عن عملهم، ولو أكلتم معي لم يكفني ولم يكفكم، فخرج نبي الله مما قالوا. قالوا: ورأيناك وضعت خفيك على عنقك، والمسحاة والكساء. فقال: إن هذه الأرض جديدة، وكرهت أن أنقل تراب هذه في هذه، فخرج نبي الله مما قالوا. قالوا: إن هذا الملك يجور علينا ويظلمنا، وقد ائتمرنا لقتاله. قال: أي قوم، لا تفعلوا، فإن إزالة جبل من أصله أهون من إزالة ملك مؤجل. والله أعلم.
|